1- إختلاف الدين في واقع الناس :
الإختلاف في الدين واقع يعشه الناس , و المسلم مطالب بتجاوز عقدة الإختلاف , و التعامل مع أصحابه , تعاملا إيجابيا يخدم الإستخلاف في الأرض , للأسباب التالي :
الإختلاف في الدين واقع يعشه الناس , و المسلم مطالب بتجاوز عقدة الإختلاف , و التعامل مع أصحابه , تعاملا إيجابيا يخدم الإستخلاف في الأرض , للأسباب التالي :
- الإنسان مخلوق مكرم بغض النظر عن دينه و لونه و جنسه .
- الإختلاف الحاصل بين الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى الكونية , و لحكمة منه سبحانه .
- لم يكلف المسلم بمحاسبة الكفار و معاقبتهم على ضلالهم , و إنما ذلك لمالك يوم الدين .
- يكلف المسلم بالإنصاف و العدل مع كل الناس بما فيهم الكفار , كما يطالب بنصحهم و دعوتهم و مجادلتهم بالتي هي أحسن .
2- أسس علاقة المسلمين بغيرهم :
- التعارف : تعرف المسلمين على غيرهم يمكن من تبليغ رسالات الله و يفتح مجال التواصل و التقارب و الإستفادة و الإطلاع على اخلاق الإسلام من خلال معرفة أهله , قال تعالى : "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ" سورة الحجرات الأية 13 .
- التعايش : يتعايش المسلمون مع غيرهم من أصحاب الديانات الاخرى , و يقبلون بهم , و يتواصلون معهم تواصلا إيجابيا , قائما على الأخلاق الإسلامية السامية , قال سبحانه : "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" سورة الممتحنة الأية 8 .
- التعاون : يباح للمسلمين التعاون مع الآخرين , فيما فيه الخير و النفع و الصلاح و قد كان هذا هدي النبي صلى الله عليه و سلم فلقد حضر عليه الصلاة و السلام قبل النبوة حلفا (معاهدة) تنص على مساعدة الضعفاء و المحتاجين و نصرة المظلومين و قال صلى الله عليه و سلم : "لو أدعى به في الإسلام لأجبت" رواه البيهقي .
- الروابط الإجتماعية : مع إنقطاع الرابطة الدينية مع الآخر بالكفر , تبقى هناك روابط أخرى تجمع المسلمين مع غيرهم , و تتمثل في :
أ- الرابطة الإنسانية : الناس على إختلاف أديانهم إخوة لأب واحد , قال صلى الله عليه و سلم "كلكم لآدم و آدم من تراب" مسند الربيع , و كثيرا ما خاطب الله تعالى الجميع بقوله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" و في ذلك أمارة على وحدة الجنس البشري و رابطته الإنسانية .
ب- الرابطة القومية : و هي اشد قوة من الاولى , حيث تضاف إليها مجموعة من الأوصاف المشتركة , فيشارك المرء قومه اللغة و المصالح و العادات , لذلك جعل الله الرسل من أقوامهم , لقوة الرابطة بينهم .
ج- الرابطة العائلة : و هي كذلك أقوى من الروابط السابقة , حيث يلتحم المرء مع والديه و زوجه و أبنائه و أقربائه و قد خص الإسلام هذه الرابطة بأحكام كثيرة لما لها من أثر في حياة الإنسان و ما يترتب عنها من حقوق و واجبات .
د- رابطة الإقامة : يشعر الإنسان فطريا بإنجذاب نحو مقر سكناه و مسقط رأسه و نحو من يشاركه هذه القواسم المشتركة .
3- حقوق غير المسلمين في بلد الإسلام :
- حق الحماية : يلزم الدولة الإسلامية تحمل مسؤوليتها إتجاه رعاياها غير المسلمين و حماية دمائهم و أموالهم و أعراضهم و منع التعدي عليهم قال صلى الله عليه و سلم "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ" رواه البخاري .
- حق التأمين عند العجز : حيث توفر الدولة لهم ظروف الحياة الملائمة عند العجز و الفقر , و من سنة الخلفاء أن رأى عمر بن الخطاب شيخاً يهوديا يسأل الناس فأخذه إلى بيت المال و فرض له و لأمثاله معاشا , و بذلك وضع قانون الضمان الإجتماعي لكل المواطنين .
- حق حرية التدين : قال تعالى "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" سورة البقرة الآية 256 , فيمنح لهم حق التدين , و ممراسة الشعائر , دون الترويج لعقائدهم الباطلة و دعوة الناس إليها .
- حق العمل و تولي الوظائف غير السيادية : يكفل الإسلام لغير المسلمين حق العمل , و الكسب المشروع , و تولي المناصب و الوظائف بإستثناء المناصب الحساسة كالقضاء و الإمامة .
4- واجبات غير المسلمين في بلد الإسلام :
- أداء الجزية : و هي ضريبة سنوية تعطي بدلا من الزكاة , و تكون مقابل توفير الحماية , و يراعي فيها الحاكم القدرة المالية لأهل الذمة .
- أداة الخراج : و هو ضريبة أخرى تفرض على ملاك الأراضي .
- إحترام نظم و قوانين الدولة الإسلامية : إذ لا يجوز لهم مخالفتها , و هي بدورها تحفظ حقوقهم الدينية و حرياتهم المشروعة .
- إحترام شعائر المسلمين و مشاعرهم : عدم المساس بعقيدتهم و شريعتهم و المجاهررة بشرب الخمور و أكل الخنزير ...
- عدم نشر ديانتهم و إظهار طقوسهم : كالمجاهرة بشعائر الكفر , و بناء الكنائس ..
- ترك قتال المسلمين : و التخابر , و الجوسسة , و المساس بأمن المسلمين و دولتهم .
- ترك ما فيه منكر : كنشر الفاحشة و الرذيلة و الفساد و الفوضى .