-->

ما هي شروط الصيام ؟


الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، و هو فرض عين على كل مكلف. و قد فرض الله على المسلمين صوم شهر رمضان، في اليوم العاشر من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة. لقوله سبحانه و تعالى : ﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ) سورة البقرة آية 183(.
يعد صيام شهر رمضان المبارك قربة من أعظم القربات إلى الله عز و جل. ففي حديث قدسي، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
و الصيام هو الامتناع عن الشرب والأكل وغيرها من المفطرات مع النيـة من طلوع الفجر من يوم الصيام، إلى غروب شمس ذلك اليوم، و لصحة الصيام ووجوبه هنالك عدة شروط :
  • شروط الصحة و هي التي لا يصح الصيام إلا بها،
  • شروط الوجوب التي لا يجب الصيام في الذمة أصلا إلا بها،
  • شروط الوجوب والصحة معاً، فلا يجب الصوم ولا يصح بدونها.

1- شروط الوجوب: 
أ- البلوغ:
لا يجب الصيام على الصغير حتى يبلغ، لقول الرسول صلى الله عليه و سلم:  " رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق".  و لولي الصبي أن يأمره بالصيام إذا كان يقدر عليه، حتى يتدرب ويعتاد الصيام. 
ب- القدرة:
فلا يجب الصيام على العاجز لأن الإسلام مبني على التيسير ورفع الحرج. قال الله عز وجل: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ (سورة البقرة الآية 185). و قوله سبحانه و تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ ( سورة الحج الآية 78 )
  • إذا كان العجز طارئا، كالمريض الذي ينتظر الشفاء، فعليه القضاء إذا شفي. لقول الله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ (سورة البقرة الآية 185).
  • و إذا كان العجز دائما، كالمريض الذي لا يُرجى بُرؤه، والشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام، فعليهما بالفدية، طعام مسكين عن كل يوم. لقول الله تعالى:  ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍا ﴾ (سورة البقرة الآية 184). 
ج- الإقامة:
فالمسافر لا يجب عليه الصيام بل له أن يفطر ويقضي. لقول الله سبحانه و تعالى:  ﴿  فمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (سورة البقرة الآية 185). و هذا بشروط منها:
  • المسافة التي تبيح للمسافر الفطر هي ما بين 80 إلى 88 كيلو متر تقريباً،
  • لا ينوي الفطر و لا يفطر الصائم في رمضان حتى يسافر،
  • لا يفطر المسافر حتى يخرج من البلد و ينفصل عن البنيان.

2- شروط الصحة: 
  • النية: فكل العبادات تقترن بالنية ،  لقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "إنما الأعمال بالنيات" .  وعلى الصائم إذا أراد الصيام أن ينوي لذلك قبل أذان الفجر من يوم الصيام، لقوله صلى الله عليه و سلم :  "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" .
    يجوز للصائم أن يشمل الشهر كاملا بالنية و ذلك قبل أذان فجر أول أيام شهر رمضان الكريم. لكن من السنة والأفضل أن يكون لكل يوم من أيام شهر رمضان العظيم نية مخصوصة.
  • التمييز: لا يصح الصيام من الصبي غير المميز لعدم علمه بمقصد الصيام وغايته. و حتى إن صام، فلا يترتب على صيامه أثراً من الأجر أو العقاب.
  • الزمان: لا يصح الصيام في الأيام المحرمة كيوم العيد. كما لا يجوز صيام رمضان إلا إذا حل وقته. ويثبت ويجب شهر رمضان المبارك برؤية الهلال، فإن تعذرت رؤية الهلال لمانعٍ ما، فإنه يجب إتمام عدة شهر شعبان ثلاثين يوما، لقوله صلى الله عليه و سلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين".


3- شروط الوجوب والصحة معاً: 
  • الإسلام: فصيام الكافر غير مقبول، لقول الله تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِالله وَبِرَسُولِهِ ﴾ (سورة التوبة الآية 54)
  • العقل: لأن العقل مناط التكليف.  فالقلم مرفوع عن المجنون و الصبي و المغمى عليه، لقول الرسول صلى الله عليه و سلم:  " رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق".
  • الطهارة من دم الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء لا يجوز لهما الصيام ويجب عليهما القضاء بعد طهارتهما. لقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فنؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة". 

إضغط لإضافة تعليق